فصل: غزوة العشيرة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.الغزوات:

.الأبواء:

ولما كان شهر صفر بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة خرج في مائتين من أصحابه يريد قريشا وبني ضمرة واستعمل على المدينة سعد بن عبادة فبلغ ودان والأبواء ولم يلقهم واعترضه مخشى بن عمر وسيد بني ضمرة بن عبد منات بن كنانة وسأله موادعة قومه فعقد له ورجع إلى المدينة ولم يلق حربا وهي أول غزاة غزاها بنفسه ويسمى بالأبواء وبودان المكانان اللذان انتهى إليهما وهما متقاربان بنحو ستة أميال وكان صاحب اللواء فيها حمزة بن عبد المطلب.

.بواط:

ثم بلغه أن عير قريش نحو ألفين وخمسمائة فيها أمية بن خلف ومائة رجل من قريش ذاهبة إلى مكة فخرج في ربيع الآخر لاعتراضها واستعمل على المدينة السائب بن عثمان بن مظعون وقال الطبري: سعد بن معاذ فانتهى إلى بواط ولم يلقهم ورجع إلى المدينة.

.غزوة العشيرة:

ثم خرج في جمادى الأولى غازيا قريشا واستخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد فسلك عن جانب من الطريق إلى أن لقي الطريق بصخيرات اليمام إلى العشيرة من بطن ينبع فأقام هنالك بقية جمادى الأولى وليلة من جمادى الثانية ووادع بني مدلج ثم رجع إلى المدينة ولم يلق حربا.

.بدر الأولى:

وأقام بعد العشيرة نحو عشر ليال ثم أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة فخرج في طلبه حتى بلغ ناحية بدر وفاته كرز فرجع إلى المدينة.

.البعوث:

وفي هذه الغزوات كلها غزا بنفسه وبعث فيما بينها بعوثا نذكرها فمنها: بعث حمزة بعد الأبواء بعثه في ثلاثين راكبا من المهاجرين إلى سيف البحر فلقي أبا جهل في ثلثمائة راكب من أهل مكة فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني ولم يكن قتال ومنها بعث عبيدة بن الحرث بن المطلب في ستين راكبا وثمانين من المهاجرين فبلغ ثنية المرار ولقي بها جميعا عظيما من قريش كان عليهم عكرمة بن أبي جهل وقيل مكرز بن حفص بن الأحنف ولم يكن بينهم قتال وكان مع الكفار يومئذ من المسلمين المقداد بن عمرو وعتبة بن غزوان خرجا مع الكفار ليجد السبيل إلى اللحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم فهربا إلى المسلمين وجاءا معهم وكان بعث حمزة وعبيدة متقاربين واختلف أيهما كان قبل إلا أنهما أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الطبري إن بعث حمزة كان قبل ودان في شوال لسبعة أشهر من الهجرة ومنها بعث سعد بن أبي وقاص في ثمانية رهط من المهاجرين يطلب كرز بن جابر حين أغار على سرح المدينة فبلغ المرار ورجع.
ومنها بعث عبد الله بن جحش إثر مرجعه من بدر الأولى في شهر رجب بعثه بثمانية من المهاجرين وهم أبو حذيفة بن عتبة وعكاشة بن محصن بن أسد بن خزيمة وعتبة بن غزوان بن مازن بن منصور وسعد بن أبي وقاص وعامر بن ربيعة العنزي حليف بني عدي وواقد بن عبد الله بن زيد مناة بن تميم وخالد بن البكير بن سعد بن ليث وسهيل بن بيضا بن فهر بن مالك وكتب له كتابا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ولا يكره أحدا من أصحابه فلما قرأ الكتاب بعد يومين وجد فيه أن تمضي حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف وترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم فأخبر أصحابه وقال: حتى تنزل النخلة بين مكة والطائف ومن أحب الشهادة فلينهض ولا أستكره أحدا فمضوا كلهم وضل لسعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان في بعض الطريق بعير لهما كانا يعتقبانه فتخلفا في طلبه ونفر الباقون إلى نخلة فمرت بهم عير لقريش تحمل تجارة فيها عمرو بن الحضرمي وعثمان بن عبد الله بن المغيرة وأخوه نوفل والحكم بن كيسان مولاهم وذلك آخر يوم من رجب فتشاور المسلمون وتحرج بعضهم الشهر الحرام ثم اتفقوا واغتنموا الفرصة فيهم فرمى واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي فقتله وأسروا عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان وأفلت نوفل وقدموا بالعير والأسيرين وقد أخرجوا الخمس فعزلوه فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم فعلهم ذلك في الشهر الحرام فسقط في أيديهم ثم إنزل الله تعالى {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} الآية إلى قوله {حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا} فسرى عنهم وقبض النبي صلى الله عليه وسلم الخمس وقسم الغنيمة وقبل الفداء في الأسيرين وأسلم الحكم بن كيسان منهما ورجع سعد وعتبة سالمين إلى المدينة وهذه أول غنيمة غنمت في الإسلام وأول غنيمة خمست في الإسلام وقتل عمرو بن الحضرمي هو الذي هيج وقعة بدر الثانية.

.صرف القبلة:

ثم صرفت القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة على رأس سبعة عشر شهرا من مقدمه المدينة خطب بذلك على المنبر وسمعه بعض الأنصار فقام فصلى ركعتين إلى الكعبة قاله ابن حزم وقيل على رأس ثمانية عشر شهرا وقيل ستة عشر ولم يقل غير ذلك.